كان أحد أصدقائي كلما حدثته بشيء يكثر من كلمة "لعله خير" ! فكان أن سألته يوماً عن سيرتها فسرد ما يلي :
في إحدى الممالك , كان أحد الوزراء يكثر من قوله "لعله خير" , وكان ذلك يغيظ أمثاله من المعاونين أو الوزراء , خاصة كونه يقولها أيضا إذا زُف إليه خبر سيء .
وفي أحد الأيام حدث وأن قطعت إحدى أصابع يد الملك , وعندما وصل الخبر لذلك الوزير قال كعادته "لعله خير" , الأمر الذي أفرح الوزراء الآخرين – لعلها تكون نهايته ! ورأساً ذهب أحدهم بالخبر للملك , فقام الملك بإصدار حكم السجن المؤبد على ذلك الوزير .
وفي يوم من الأيام خرج الملك ومعاونيه في رحلة صيد , فوقعوا بأيدي قبيلة تقوم سنوياً بتقديم قربانا للنار من أحسن الناس ممن يجدون , وعند البدء بتقديم القربان كان الوزراء يلقون واحداً تلو الآخر في النار , وعندما وصل الدور للملك وجدوا بأن فيه عيب وهو إصبعه المقطوعة فقاموا بإطلاق سراحه .
بعدما عاد الملك بخير إلى مملكته أحضر الوزير المسجون ليخبره بما حدث , فكان رد الوزير : "لعله خير! , وقد سجنت لأبقى على قيد الحياة وقطعت إصبعك أيضاُ لتبقى على قيد الحياة" !!!!
وهنا أذكركم بقوله تعالى : "عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم